المصيبات، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وعقابه، فالتوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين" (١).
- قال ابن أبي زيد القيرواني (المتوفى: ٣٨٥ هـ)﵀: "تفضل الله على من أطاعه فوفقه، وحبب الإيمان إليه فيسره له، وشرح له صدره فهداه، و ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ [الكَهْف: ١٧]. وخذل من عصاه وكفر به فأسلمه ويسره لذلك فحجبه وأضله، ﴿وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكَهْف: ١٧]" (٢).
- قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "كلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه" (٣).
- قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "والقرآن يعطي العلم المفصل فيزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله (ت: ٧٠ هـ تقريبًا)﵁، وغيره من الصحابة:"تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا"(٤).
- قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) رحمهالله: "وكمال العبد بحسب هاتين القوتين العلم والحب، وأفضل العلم العلم بالله، وأعلى الحب الحب له، وأكمل اللذة
(١) القول السديد شرح كتاب التوحيد ص: ٢٤. (٢) كتاب الجامع ص: ١١٠. (٣) مجموع الفتاوى ٢٨/ ٣٥. (٤) مجموع الفتاوى ٤/ ٣٨.