للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)[الوَاقِعَة: ٧٧ - ٧٩].

- قال طلق بن حبيب (ت: قبل سنة ١٠٠ هـ) : "إن حقوق الله تعالى أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين" (١).

- قال ابن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ) : "المؤمن على طهارة التوحيد من يوم ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأَعْرَاف: ١٧٢] غير أنه لما خالط أوساخ الهوى تدنست ثياب، وليس لها تنظف إلا بماء العلم في بيت العزلة" (٢).

- قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ): "قال تعالى: ﴿* وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإِسْرَاء: ٧٠] فإذا كان الأصل فيه كونه مكرمًا، كان كونه مطهرًا على وفق الأصل، وكونه منسجما على خلاف الأصل، ثم إنا رأينا الإنسان متى أشرك صار نجسًا، بدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ [التَّوْبَة: ٢٨]، فإذا كان الشرك يقتضي كونه نجسًا مع ذلك خلاف الأصل، فكونه موحدًا بأن يقتضي كونه طاهرًا أولى، لأنه على وفق الأصل. وإذا ثبت أن الموحد كامل في كونه طاهرًا وجب أن يكون من خواص الله تعالى، لقوله: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾ [النُّور: ٢٦] " (٣).


(١) حلية الأولياء ٣/ ٦٥.
(٢) كتاب اللطائف صـ. ٢٩
(٣) عجائب القرآن صـ. ٤٤ - ٤٥.

<<  <   >  >>