للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَهَذِهِ سِتُّ لَيَالٍ.

وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةُ، وَجَابِرٌ: إِنَّهُ خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ (١).


(١) قُلْتُ: بوب النسائي في «سننه» (٢٦٥١): الْوَقْتُ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْحَجِّ، وساق حديث عَائِشَةَ الذي أخرجه البخاري (١٧٠٩)، ومسلم رقم: (١٢١١)، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، لَا نُرَى إِلَّا الحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ، «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا طَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ».
وأما ما جاء عَنْ عَائِشَةَ ، أنها قَالَتْ: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، مُوَافِينَ لِهِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ)، فهذا من حديث هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ به، أخرجه البخاري (٣١٧)، ومسلم رقم: (١٢١١/ ١١٥)، وقد وهم فيه عروة في عدة ألفاظ كما في شرح مسلم على الحديث، وتأوله من لم ير وهم عروة في هذه اللفظة وأمثالها في الحديث.
فقال القرطبي في «المفهم» (٣/ ٢٩٨): وقولها في الرواية الأخرى: (خرجنا موافين لهلال ذي الحجة)؛ أي: مطلين عليه ومشرفين. يقال: أوفى على ثنية كذا؛ أي: شارفها، وأطل عليها. ولا يلزم منه أن يكون دخل فيها. وقد دلَّ على صحة هذا: قولها في الرواية الأخرى: (خرجنا مع رسول الله لخمس بقين من ذي القعدة)، وكذلك كان. وقَدِم النبي مكة لأربع أو خمس من ذي الحجة، فأقام النبي في طريقه إلى مكة تسعة أيام، أو عشرة. اهـ.
قال النووي عند الحديث: (مُوَافِينَ): أَيْ: مُقَارِنِينَ لِاسْتِهْلَالِهِ، وَكَانَ خُرُوجُهُمْ قَبْلَهُ لِخَمْسٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، كَمَا صَرَّحَتْ بِهِ فِي رِوَايَةِ عَمْرَةَ. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» تحت الحديث (١٧٨٦): قَوْلُهُ خَرَجْنَا مُوَافِينَ لِهِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ أَيْ قُرْبَ طُلُوعِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ خَرَجْنَا لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَالْخَمْسُ قَرِيبَةٌ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ فَوَافَاهُمُ الْهِلَالُ وَهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِأَنَّهُمْ دَخَلُوا مَكَّةَ فِي الرَّابِعِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. اهـ.

<<  <   >  >>