للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد طعن في الحديث بالانقطاع بين عبد الله بن معبد الزماني البصري، وبين أبي قتادة ، واستند إلى قول الإمام البخاري في «تاريخه الكبير» (٣/ ٦٨): وَلا يعرف سماع عَبْد اللَّه بْن معبد من أَبِي قتادة.

وقال في موضع آخر (٥/ ١٩٨): ولا نَعرِفُ سماعه من أَبي قَتادة. اهـ.

فقوله: (لا نعرف سماعه)، جاء ما يثبت سماعه منه على شرط مسلم، ومن المعلوم أنَّ المثبت مقدم على النافي (١)، وقد أثبت سماعه من أبي قتادة الإمام الخطيب في «المتفق والمفترق» (٣/ ١٤٤١)، فقال: سمع أبا قتادة الأنصاري روى عنه قتادة بن دعامة وغيلان بن جرير. اهـ.

وأيضًا الحديث أخرجه مسلم في «صحيحه»، ولم يُعِلُّه متتبعوا «صحيح


(١) وهذا اتفاق نقله الحافظ بن حجر في «فتح الباري» في كِتَابِ الشَّهَادَاتِ، باب رقم (٤)، إِذَا شَهِدَ شَاهِدٌ، أَوْ شُهُودٌ بِشَيْءٍ، وَقَالَ آخَرُونَ: مَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، يُحْكَمُ بِقَوْلِ مَنْ شَهِدَ.
قال الحافظ: وَأَنَّ الْمُثْبِتَ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي وَهُوَ وِفَاقٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا مَنْ شَذَّ وَلَا سِيَّمَا إِذَا لَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَّا لِنَفْيِ عِلْمِهِ. اهـ.
وقال النووي في «شرح مسلم» (١٣٢٩): وذكر ذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي الْبَابِ بِأَسَانِيدِهِ عَنْ بِلَالٍ (أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَصَلَّى فِيهَا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ)، وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أُسَامَةَ (أَنَّهُ دَعَا فِي نَوَاحِيهَا وَلَمْ يصل)، وأجمع أهل الحديث على الأخذ برواية بلال؛ لِأَنَّهُ مُثْبَتٌ فَمَعَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ فَوَاجِبٌ تَرْجِيحُهُ. اهـ.

<<  <   >  >>