القُلُوبُ مَجْبُولَةٌ على الغَفْلَةِ، مُفْتَقِرَةٌ إلى الذِّكْرِ، فإذا ذُكِّرَتْ فلا يخلو أن تَمُجَّ الذِّكْرَى، وتقول: قلوبنا في أَكِنَّةٍ، وفي آذننا وَقْرٌ، ولا نرى ممَّا تقول شيئًا، ويقولوا (٣): سمعنا وهم لا يسمعون، فهذان على حُكْمِ الهَلَكَةِ، وإن قالوا: سمعنا وأطعنا، واعتبروا وتفكَّروا، واحتملُوا واعتملُوا بما عَلِمُوا؛ فهُم المُراد هاهُنا.
قال الإمام الحافظ أبو بكر (٥)﵁: هذا يَدُلُّ على فَضْلِ النِّكَاحِ على العُزُوبَةِ، وأنَّ من صفات العابد الزوجية وطلب الولد؛ لبقاء العمل بدُعائه
(١) قوله: "فكرامتهم تركه، وإن كانت فيه فائدة" سقط من (س). (٢) في (د) و (ص): حقيقة. (٣) في (د): يقولون. (٤) في (س) و (د) و (ص) و (ز): عشر. (٥) في (د): قال الإمام الحافظ القاضي، وفي (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله، وفي (ز): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي، وفي (ل): قال الإمام ﵀.