وقد روى أحمد (١) عن سلمان: "أنه اجتمع الناس إليه بالمدائن؛ فقرأ عليهم سورة يوسف، فجعلوا يتفرَّقون عنه، فقال: أَبِزُخْرُفٍ (٢) من القول؟ تريدون آية من سورة كذا، وآية من سورة كذا"(٣).
وقد أَذِنَ النبي ﷺ في اختيار السُّوَرِ (٤).
وروى أبو داود:"قال رجل للنبي ﷺ: أَقْرِئنِي (٥) يا رسول الله، قال: اقرأ ثلاثًا من ذوات ﴿الر﴾، قال: كَبِرَتْ سِنِّي، واشتدَّ قَلْبِي، وغَلُظَ لساني، قال: اقرأ ثلاثًا من ذوات ﴿حم﴾، فقال مِثْلَ مقالته، فقال: اقرأ ثلاثًا من المُسَبِّحَاتِ، فقال مثل مقالته، فقال الرجل: يا رسول الله، أَقْرِئنِي سورة جامعة، فأقرأه النبي ﷺ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾، حتَّى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبدًا، فقال النبي ﷺ: أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ"(٦).
(١) في (د) و (ص): أحمد بن حنبل. (٢) في (س) و (ز): الزخرف. (٣) عادة ابن العربي إذا أحال على الإمام أحمد يقصد كتاب الزهد له، ولم أجد الأثر في المنشور منه، وهو في الحلية لأبي نُعَيم: (١/ ٢٠٣). (٤) منه حديث عبد الله بن مسعود، خرَّجه أبو داود في السنن: كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن، رقم: (١٣٩٦ - شعيب). (٥) في (س) و (د): أقرني. (٦) أخرجه أبو داود في السنن عن عبد الله بن عمرو ﵁: كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن، رقم: (١٣٩٩ - شعيب).