حَرَّ تِهامة والحفاء، فوجد النعلين والماء، وسار حتى بلغ النبي ﷺ، ووجد رسول الله في المسجد، قال (١): "أفلح الوجه، قلت (٢): أفلح وجهك يا رسول الله، فوضعتُ (٣) رَأْسَهُ (٤) بين يديه، وأخبرته خبري، فدفع إليَّ عصًا وقال: تخصَّر بهذه في الجنة، فإن المختصر بها قليل، فدُفِنت مع عبد الله في أكفانه"(٥).
وقال ابنُ عباس:"سمعت النبي يقول: أنا فَرَطُكم على الحوض، من ورد عليَّ الحوض فقد أفلح"(٦)، وذكر الحديث.
وإن شئت أن تذكر المفلحين بصفاتهم فالقانون عندك إن شاء الله.
ويَحِقُّ عليك -وقد وصلت إلى هذه المرتبة- أن تكون عارفًا بمقدار نفسك، مُتَفَطِّنًا لوحدتك، فإنَّك "غريب".
(١) في (ب) و (ص): فقال. (٢) في (ع): فقال. (٣) في (ص): قال: فوضعت. (٤) في (ص): الرأس. (٥) أخرجه بلفظ قريب منه ابن حبان في صحيحه: كتاب إخباره ﷺ عن مناقب الصحابة، ذكر عبد الله بن أنيس ﵁، رقم: (٧١٦٠ - إحسان)، وينظر: سيرة ابن هشام: (٤/ ٢٦٦ - ٢٦٧)، وطبقات ابن سعد: (٤/ ٣٩٩)، ولم أجده كما أورده ابن العربي، وفي بعض الأصول: "خالد بن سفيان"، وفي طبقات ابن سعد: "سفيان بن خالد"، وكذلك في فتح الباري: (٢/ ٤٣٧)، والله أعلم. (٦) أخرجه الطبراني في أكبر معاجمه عن ابن عباس ﵄: (١٢/ ٧١)، رقم: (١٢٥٠٨).