فخَوَاصُّ الملائكة مأمورون بالتسبيح، يستغفرون للعصاة، ويدعون لهم بالنجاة، ثم برَفْعِ الدرجات، ويُحِيلون الأمرَ فيه على رحمته بقوله: ﴿وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ﴾ (٢)[غافر: ٩].
فيا معشر المريدين:"لئن سَلَّطَ علينا أراذل خَلْقِه وهم الشياطين، لقد قيَّض لشفاعتنا (٣) أكرمُ- الأكرمين أفاضلَ الخلق من الملائكة المقرَّبين"(٤).
قال الله سبحانه: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا﴾ الآيةُ كلها، فَوَصَفَ الله حال النشأة الحسنة بالعصمة الدائمة والتوبة القائمة في رَجُلٍ؛ من بِرِّ الوالدين، وشُكْرِ الله على نِعَمِه عليه وعليهما، بما قام به (٥) من حَقِّ خِدْمَتِه في نِعْمَتِه، والانكفاف عن معصيته، ورؤية طاعة الأبوين كطاعة ربه، ولم
(١) في (ص): قال الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي، وفي (ب): قال الإمام. (٢) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٧). (٣) في (ص): للشفاعة لنا. (٤) لطائف الإشارات: (٣/ ٢٩٧). (٥) في (ص): عليه.