الأحوال والأقوال، كذلك قال مالك؛ قال:"هو أن يحلف على كل شيء"(١).
وليس ينبغي لكل (٢) أحد أن يجعل اسم الله إلَّا حيث يجب له من التعظيم والاقتران بصفة التكريم (٣)، والمَرْءُ يجب أنْ يكون خبرُه حقًّا، وقوله صِدْقًا، ونِيَّتُه جَزْمًا، حتى لا يحتاج في تأكيدها ليَمِينٍ، فإذا أكَّد الخبر باليمين فلا ينبغي أن يكون ذلك إلَّا في المُهِمَّاتِ (٤)، فأمَّا أن يتخذه المرءُ شَرَكَة يصيد بها حطام الدنيا أو حِيلَةً يستفيد بها فائدة فلا يفعل ذلك؛ فإنه مناقض للتعظيم، وابتذالٌ لاسم الله العظيم (٥).
وقد نهى الله عباده في هذه الآية عن أن يحلفوا على البِرِّ والتقوى والإصلاح بين الناس، وهي قُرَبٌ وعبادات، فكيف يُحْلَفُ على مباحات؟ وأَعْصَى المعاصي أن يحلف على محرَّمات.