شَرَعَ الله القصاص ونَدَبَ إلى العَفْوِ، فالذي يَسْتَوْفِي حقَّه عابدٌ، والذي يعفو حُرٌّ مُحْسِنٌ (٤)، والدماءُ المطلولة في إعلاء كلمة الله والنُّفُوسُ الزاهقة في طاعة الله هي التي يُقال فيها - شِعْرٌ -:
والحياةُ في استيفاء القصاص بَيِّنَةٌ على ما أوردناه في "قِسْمِ الأحكام"(٦)، وحَظُّ هذا "القسم الرابع" من ذلك: أن ترك القصاص أَعْظَمُ الحياة؛ لأنه إذا تَلِفَ فيه فهو الخَلَفُ عنه، وحياته عنه أتمُ له من بقائه بنفسه، وإذا كان الوارث عنهم هو الله فالخَلَفُ عنهم هو الله، فيقال: الخَلَفُ أَعَزُّ مِن حياة مَن ورد عليه التلف (٧).
(١) سقط من (د) و (ب) و (ص). (٢) لطائف الإشارات: (١/ ١٤٩). (٣) [البقرة: ١٧٨]. (٤) لطائف الإشارات: (١/ ١٥٠). (٥) البيت من الطويل، وهو للمتنبي في ديوانه: (١/ ٣١١) وهو مقلوب، وصوابه: وإنَّ دمًا أجريتَه بك فاخرُ … وإن فؤادًا رُعْتَه لَكَ حَامِدٌ وورد كما هو في المتن عند أبي القاسم القُشَيري في لطائف الإشارات: (١/ ١٥٠). (٦) أحكام القرآن: (١/ ٦٠ - ٦٩). (٧) لطائف الإشارات: (١/ ١٥١).