قال علماؤنا: "لو لم يكن من المضاهاة بين من قال: إن المعبود في السماء، وبين فرعون إلَّا هذا القول؛ لكان كافيًا لخَزْي (٣) من قال ذلك، فقد كذَب فرعون في قوله: إن الإله في السماء، ولو كان ذلك صحيحًا لكان فرعون مصيبًا من وجه، قال الله: ﴿كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ [غافر: ٣٧]، فأخبر أن اعتقاده أن المعبود في السماء باطل، وأنه بذلك مصدود عن سبيل الرشاد، ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [غافر: ٣٨] " (٤).
وقد تكبَّرت قُرَيْشٌ على النبي ﷺ(٥)، وتعاظمت عليه كتَعَاظُم من سَبَقَ من الأمم على الرُّسُلِ، حتَّى (٦) استحقرتها واستصعفتها، وجهلت أن
(١) في (د): رغيه. (٢) في النسخ: "يا هامان ابني صرحًا لعلي أطلع إلى إله موسى". (٣) في (ص): لخِزي. (٤) ينظر: لطائف الإشارات: (٣/ ٣٠٦). (٥) في (ك): صلى الله عليه. (٦) في (ك) و (ص) و (ب): حين، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته.