ورَوَتْ عائشة:"أن النبي ﷺ ما انتقم لنفسه قَطُّ؛ إلَّا أن يُنتهك (١) حُرْمَةٌ من حُرمات الله، فيكون أشدَّ النَّاس غضبًا، حتى ينتقم لله"(٢).
وفي الحديث الحسن:"يُنادي منادي يوم القيامة: أَلَا لِيَقُمْ من كان له على الله أجر، فلا يقوم إلَّا من عَفَا"(٣).
فامَّا قوله: ﴿خُذِ الْعَفْوَ﴾: فإنَّ البخاري روى عن عبد الله بن الزبير في تفسير الآية: "أن الله أَمَرَ نبيَّه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس"(٤).
وروى غيره أن النبي ﷺ سأل جبريل عنها، فقال له:"إن الله يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك"(٥).
والثابت أن عُيَينة بن حُصَين (٦) دخل على عمر فقال له (٧): "إنك لا تُعطي الجَزْلَ، ولا ئحكم بالعدل، فغضب عُمَرُ وهَمَّ أن يُوقِعَ به، فقال له
(١) في (ك) و (ب): تنتهك. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة ﵄: كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، رقم: (٣٥٦٠ - طوق). (٣) أخرجه الطبراني في أوسط معاجمه عن أنس بن مالك ﵁: (٢/ ٢٨٥)، رقم: (١٩٩٨). (٤) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾، رقم: (٤٦٤٣ - طوق). (٥) سبق تخريجه. (٦) في (ك): حصن. (٧) سقط من (ك).