بالصفة والتمثيل (١) حتى تباشروه (٢)، كما لا يمكن تعريفُ العِنِّينِ لَذَّةَ الجماع بالوصف والتمثيل حتى يباشره.
وقال أبو سَعْدٍ الشهيد الصوفي: كان الأستاذ أبو القاسم القُشَيْرِي يُنْشِدُ:
لستُ من جملة المحبين إن لم … أجعل القلب بيته والمقامَا
وطوافي إجالةُ السر فيه وهو … ركني إذا أردتُ استلامَا (٣)
ولو لم يكن من فضل البيت إلا استواء الخلق فيه؛ قال الله تعالى: ﴿سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾ [الحج: ٢٥]، "وإنَّما يعتبر (٤) فيه السَّبْقُ والتَّقَدُّمُ (٥) "(٦).
قال النبي ﷺ:"مِنًى مُناخ من سَبَقَ"(٧)، فلا منزلة هنالك (٨) إلا للسَّابقين.
(١) سقط من (س) و (ص). (٢) في (ص) و (س) و (د): تعاينوه، ومرَّضها في (د)، وأثبتنا ما أثبت في طُرَّتِه، ورمز لها بـ: خـ. (٣) البيتان من الخفيف، أنشدهما أبو القاسم في لطائف الإشارات: (٢/ ٥٣٩)، وساقهما ابن عساكر في تاريخ دمشق: (٦٦/ ٧٢)، وابن الجوزي في مثير الغرام: (٢/ ١١)، في ترجمة أبي بكر الشِّبْلِي. (٤) في (س) و (ف): تعتبر. (٥) مرَّضها في (د)، وفي الطرة كلمة لم أتبينها لسوء التصوير. (٦) لطائف الإشارات: (٢/ ٥٣٧). (٧) أخرجه الترمذي في حامعه عن أم المؤمنين عائشة ﵂: كتاب الحج، باب ما جاء أن منى مُناخ من سبق، رقم: (٨٨١ - بشار). (٨) في (س) و (ف): هناك.