وسكتاته؛ إلا لله، مُصَفًّى من الخلل، حَنِيفًا إلى الحق، بعيدًا (١) من الباطل، غير خارج عن سَنَنِ الحق، وحينئذ يكون لله؛ كما قال: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾، وقد قال الله:"إني لا أقبل عَمَلًا أُشْرِكَ معي فيه أَحَدٌ (٢) غيري، أنا أغنى الأغنياء عن الشريك"(٣).
وأمَّا إن قَصَدَ به دُنْيَا فإنَّه لم يكن لله حتى يُقال فيه: إنه إخلاص (٤)، ولكنه كما قال النبي ﷺ عن القارئ:"يقال له: كذبت، بل أردت أن يقال: فلان قارئ، فقد قِيلَ"(٥).
وربَّما قَصَد ذلك ولم يَجْرِ (٦) ذلك على أَلْسِنَةِ الناس، بل يكون مُحَقَّرًا فيهم، فهذا قد خَسِرَ الدنيا والآخرة، ومن كان يرجو لقاء ربه ليَصِلَ إلى رؤيته وثوابه ورضاه في جواره فليُصْلحْ عملَه وليُخْلِصْ قصدَه.
(١) سقطت من (د). (٢) سقط من (س) و (ص) و (ز) و (ف). (٣) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁: كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، رقم: (٢٩٨٥ - عبد الباقي). (٤) في (د) و (ص) و (ز): خالص. (٥) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁: كتاب الإمارة، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، رقم: (١٩٠٥ - عبد الباقي). (٦) في (س): يجد.