بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [الإسراء: ١]، أي: هذا المسجد، وليس من بيت أم هانئ، إنما كان أولًا في بيت أم هانئ، ثم انتقل إلى الحجر، فأسري به من هنا، وهذا هو المناسب تمامًا أن يسري به من مسجد إلى مسجد، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، إذن أسري بالنبي ﷺ وعرج به في أي مكان؟ وهو في مكة من المسجد الحرام من الحجر الذي هو جزء من الكعبة. اهـ.
قُلْتُ: وهذا واضح في الروايات الصحيحة المرادفة للقرآن أنَّ الإسراء كان من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وليس من بيته، وما جاء أنه فرج سقف بيته مبين بالرواية الأخرى:«أنَّه أخذ إلى الحجر، ونام فيه، وجاءه جبريل فشق صدره وغسله من ماء زمزم وأسري به منه»، فلا حجة فيه، لمن قال:(إنَّ بيت أم هانئ من المسجد الحرام)، لعدم ثبوت هذا القول.
فقد جاء أنه أسري به من بيت أم هانئ، ولا يثبت:
أخرج ذلك الطبراني في «الكبير»(٢٤/ ٤٣٢)، من طريق عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ ﵂، قَالَتْ: بَاتَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ فِي بَيْتِي فَفَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ، فذكره.
وعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ:
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»، عقب هذا الحديث: مَتْرُوكٌ كَذَّابٌ. اهـ.