الجمعة فرضٌ، لقول الله -عز وجل-: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}[الجمعة: ٩] الآيتين، فأمر بالسعي إليها، ومنع البيع، وذم على الترك، وكل ذلك يقتضي الوجوب.
وفي الصحيحين:"أَقْبَلَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ بطعامٍ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَائِم يَخْطُبُ، فَانْفَضَّ النَّاسُ إِلَيْهَا، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا؛ فَنزلَتِ الآيةُ. . ."(١)،
وفي النسائي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّوَاحُ حَق عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ"(٢)، وفي الترمذي، قال:"مَنْ ترَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا. . ."(٣)، وفي النسائي:"مِنْ غَير ضَرُوةٍ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ"(٤)، وفي مسلم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَيَنْتَهِينَّ أَقْوَام عَنْ
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري: ٢/ ٧٢٨، في باب قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}، من كتاب البيوع في صحيحه, برقم (١٩٥٨)، ومسلم: ٢/ ٥٩٠، في باب في قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}، من كتاب الجمعة، برقم (٨٦٣). (٢) صحيح، أخرجه النسائي: ٣/ ٨٩، في باب التشديد في التخلف عن الجمعة, من كتاب الجمعة, برقم (١٣٧١)، وأخرجه بنحوه أبو داود: ١/ ١٤٧، في باب في الغسل يوم الجمعة, من كتاب الطهارة برقم (٣٤٢)، قال المناوي في فيض القدير: ٤/ ٣٢٣: إسناده صالح. (٣) حسن، أخرجه الترمذي: ٢/ ٣٧٣، في باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر، من أبواب الجمعة، برقم (٥٠٠)، وقال: حديث حسن. (٤) صحيح، أخرجه النسائي في السنن الكبرى: ١/ ٥١٦، في باب التشديد في التخلف عن الجمعة من كتاب الجمعة، وابن ماجه في سننه: ١/ ٣٥٧، في باب فيمن ترك الجمعة من غير عذر، من كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، برقم (١١٢٦)، وابن خزيمة: ٣/ ١٧٥ , =