وأما القدر فأفضله ما خلف غنى، لقول الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}[البقرة: ٢١٩]، قال محمد (٣) ابن جرير الطبري: العفو الفاضل (٤).
فأرشدنا الله -عز وجل- عندما سئل نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن القدر الذي يتصدق به أن يكون الفاضل عما يحتاجون إليه، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: ٦٧]، وقال تعالى:{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ. . .}، وفي البخاري ومسلم (٥) قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: "لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ"(٦).
وقال كعب بن مالك: إن (٧) من توبتي أن أنخلع من مالي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(١) في (ق ٨): (تخاف). (٢) متفق عليه، البخاري: ٢/ ٥١٥، في باب أي الصدقة أفضل، من كتاب الزكاة؛ برقم (١٣٥٣)، ومسلم: ٢/ ٧١٦، في باب بيان أن أفضل الصدقة صدقة الصحيح الشحيح، من كتاب الزكاة، برقم (١٠٣٢). (٣) قوله: (محمد) ساقط من (ق ٩). (٤) انظر: جامع البيان في تأويل آي القرآن، للطبري: ٤/ ٣٣٧ وما بعدها. (٥) قوله: (ومسلم) ساقط من (ق ٨). (٦) متفق عليه، البخاري: ٥/ ٢٠٤٨، في باب وجوب النفقة على الأهل والعيال، من كتاب النفقات، برقم (٥٠٤١)، ومسلم: ٢/ ٧١٧، في باب أن اليد العليا خير من اليد السفلى، من كتاب الزكاة، برقم (١٠٣٤)، كلاهما بنحو اللفظ المذكور في المتن. (٧) قوله: (إن) ساقط من (ف).