وقال مالك: يستحب المشي إلى العيدين (٢). وقال فيمن يخرج إلى الاستسقاء: يخرج ماشيًا متواضعًا، غير مظهر لزينة (٣). وكل هذه طاعات يستحب للعبد أن يأتي مولاه متذللًا ماشيًا ومتواضعًا غير مظهر لزينة.
وقد رُئي بعض الصالحين بمكة (٤)، فقيل له: أراكبًا جئت؟ فقال: ما حق العبد العاصي الهارب أن يرجع إلى مولاه راكبًا، ولو أمكنني لجئت على رأسي. (٥)
وأما حج النبي - صلى الله عليه وسلم - راكبًا ففيه وجهان:
أحدهما: أنه كان يحب ما خفّ على أمته، ولو مشى لم يركب أحد ممن حج معه.
والثاني: أنه كان قد أسن، فكان أكثر صلاته بالليل جالسًا.
= الجَنَازَةِ فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَهَا فَلمَّا انْصَرَفَ أُتِىَ بِدَابَّةٍ فَرَكِبَ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ "إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ كَانَتْ تَمْشِى فَلَمْ أَكُنْ لأَرْكَبَ وَهُمْ يَمْشُونَ فَلَمّا ذَهَبُوا رَكِبْتُ". وأخرجه الترمذي: ٣/ ٢٢٥، عن جابر بن سمرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتبع جنازة أبي الدحداح ماشيًا، ورجع على فرس، في باب ما جاء في الرخصة في ذلك، من كتاب الجنائز، برقم (١٠١٤)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (١) حسن، أخرجه الترمذي: ٢/ ٤١٠، في باب المشي يوم العيد، من كتاب العيدين، برقم (٥٣٠) وقال: حديث حسن، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم. (٢) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٤٩٩. (٣) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٥١٢، وعزاه لمختصر ابن عبد الحكم. (٤) قوله: (وقد رُئي. . . بمكة) ساقط من (ب). (٥) انظر: حلية الأولياء، أبو نعيم: ١٠/ ١٤٥.