(قال: كانوا يتيقظون) بفتح الياء والتاء والياء والقاف المشددة وضم الظاء المعجمة من اليقظة التي هي ضد [النوم، أو من اليقظة التي هي ضد](١) الغفلة، أي: لا ينامون [لعل الصواب: يتنفلون بتشديد الفاء](٢)(ما بين المغرب والعشاء) بل (يصلون) صلاة الأوابين، يدل عليه ما رواه (٣) بسنده إلى أبان: جاءت امرأة إلى أنس بن مالك فقالت: إني أنام قبل العشاء. قال: لا تنامي؛ فإن هذِه الآية نزلت في الذين لا ينامون قبل العشاء الآخرة:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}(٤)(٥).
وروى الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - في قوله تعالى:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} قال: نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. وقال: حديث حسن صحيح غريب (٦). ولعلهم في انتظارهم كانوا يصلون؛ ليجمع بين الحديثين.
وروى الطبراني في "الكبير" عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ساعة ما أتيت عبد الله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي بين المغرب والعشاء، فسألت ابن مسعود، فقلت: ساعة ما أتيتك فيها إلا وجدتك تصلي
(١) سقط من (م). (٢) سقط من (م). (٣) بعدها بياض في (ل، م). (٤) السجدة: ١٦. (٥) رواه مجاعة بن الزبير، عن أبان كما في "حديث مجاعة بن الزبير" ص ٩٨ (٨٤)، وانظر: "الكشف والبيان" للثعلبي ٧/ ٣٣١. (٦) "سنن الترمذي" (٣١٩٦).