ثُمَّ قَال:(أَرُونِي عَبِيرًا) أي: ائتوني به، والعبير بفتح العين المُهملَة مثل كَرِيم طيب معمول من أخلاط يجمع من الزعفران، وقيل: هو الزعفران وحدهُ، وقَد ذكر مُسْلم في حَدِيث جَابر الطويل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جَعَل مكان النخامة عَبيرًا (٥)، وتقدمَت روَايَة النسَائي: فقامَت امرأة مِنَ الأنصار فحَكتهَا وجَعَلت مكَانها خلوقًا.
قال القرطبي: يَصح الجمع بينهما بأن ذلك كانَ في أوقَات مختلفة، ففي وقت حكها بيده وَطيبهَا، وفي وَقت فعَلَت هذِه المرأة، وَيمكن أن يقال نسبة (٦) الحك والطيب للنبي - صلى الله عليه وسلم - مِن حَيث الأمر به، والمرأة (٧) من حَيث المبَاشرة (٨).
(١) في (ص، ل): بنجاسته. (٢) انظر: "الأوسط" لابن المنذر ١/ ٤٠٩. (٣) في (ص): فليتفل. (٤) في (س): بيده. (٥) "صحيح مسلم" (٣٠٠٨ - ٧٤) وهو حديث طويل. (٦) من (م). (٧) في الأصول الخطية: الأمر. والمثبت من "المفهم". (٨) "المفهم" ٢/ ١٥٨.