(قال الزهري: فبلغنا أن هذِه الآية أنزلت (١) فيهم: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ}) قال قتادة: ذكر لنا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول لما نزلت هذِه الآية:"نحن اليوم نحكم على اليهود، وعلى من سواهم من أهل الأديان"(٢). وفي الآية ترغيب لليهود أن يكونوا كمتقدمتهم من مسلمي أحبارهم، وتنبيه للمنكرين لوجوب الرجم.
({فِيهَا هُدًى وَنُور}) قال جماعة: الهدى والنور سواء وكرر للتأكيد. وقال قوم: ليسا سواء، فالهدى محمول على بيان الأحكام، والنور بيان التوحيد والنبوة والمعاد ({يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ}) ظاهر قوله: ({النَّبِيُّونَ}) الجمع. قالوا: وهم من لدن موسى إلى عيسى. وقال الحسن والسدي: هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣)، وذلك حين حكم على اليهود بالرجم، وذكره بلفظ الجمع كقوله تعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ}(٤)({الَّذِينَ أَسْلَمُوا}) ونبه بهذا الوصف على أن اليهود والنصارى بعداء من هذا الوصف الذي هو الإسلام، وإن كان دين الأنبياء كلهم قديمًا وحديثًا (كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منهم) من هذِه الأنبياء الذين أسلموا.
(١) بعدها في (ل)، (م): نزلت. وفوقها (ح). (٢) رواه الحارث بن أبي أسامة في "المسند" كما في "بغية الباحث" (٧٠٩)، وكما في "إتحاف الخيرة المهرة" ٦/ ٢٠٥ (٥٦٨٧)، وكما في "المطالب العالية" ١٤/ ٦١٣ (٢٥٨٨)، والطبري في "جامع البيان" ٨/ ٤٥٠ (١٢٠١٢). (٣) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٤٤٩، ٤٥١. (٤) النساء: ٥٤.