ويسأل الله التيسير، ثم لبَّى ناويًا نسكه، رافعًا صوته.
منحة السلوك
قوله: ويسأل الله التيسير (١)؛ لأنه الميسر لكل عسير (٢).
قوله: ثم لبى ناويًا نسكه.
أي: حال كونه ناويًا بالتلبية حجة (٣)، لما روي عن أنس -رضي الله عنه- "أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر؛ ثم ركب راحلته، فلما علا على جبل البيداء أهلَّ" رواه أبو داود (٤)، قيد بقوله:"ناويًا"؛ لأن النية شرط لجميع العبادات (٥).
قوله: رافعًا صوته (٦).
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "جاءني جبريل، فقال: يا محمد، مُرْ أصحابك فليرفعوا
= النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل". ورواه مسلم بالنسبة لما يفيد الصلاة في ٢/ ٨٤٦ كتاب الحج، باب الصلاة في مسجد ذي الحليفة برقم ١١٨٨ قال: "بات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي الحليفة مبدأه وصلى في مسجدها". ورواه مسلم بالنسبة لما يفيد الطيب في ٢/ ٨٤٦ كتاب الحج، باب الطيب للمحرم عند الإحرام برقم ١١٨٩ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "طيبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يطوف". (١) بداية المبتدي ١/ ١٤٨، المختار ١/ ١٤٣. (٢) تبيين الحقائق ٢/ ٩، الهداية ١/ ١٤٨، بداية المبتدي ١/ ١٤٨، المختار ١/ ١٤٣، الاختيار ١/ ١٤٣. (٣) بداية المبتدي ١/ ١٤٨، الكتاب ١/ ١٨١، الهداية ١/ ١٤٨، الاختيار ١/ ١٤٣. (٤) ٢/ ١٥١ كتاب المناسك، باب في وقت الإحرام رقم ١٧٧٤، ورواه أيضًا البخاري ٢/ ٥٦٢ كتاب الحج، باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال رقم ١٤٧٦. (٥) شرح فتح القدير ٢/ ٤٣٤، المبسوط ٤/ ١٨٧. (٦) وإليه ذهب الشافعية، والحنابلة. وعند المالكية: يندب توسط في رفع صوته بها، أما المرأة فإنها تخفض صوتها بالتلبية. بدائع الصنائع ٢/ ١٤٥، تحفة الفقهاء ١/ ٤٠١، مختصر خليل ص ٨٣، أقرب المسالك =