(فجاؤوا بضبين) الضب دابة شبه الجرذون، وهي أنواع، منها ما هو قدر الجرذون، ومنها ما هو أكبر، والجمع ضباب مثل سهم وسهام. وفي حديث أنس: إن الضب ليموت هزلًا في جحره من ذنوب ابن آدم (١). أي: يحبس المطر عنهم بشؤم ذنوبهم، وإنما خص الضب لأنه أطول الحيوان نفسًا وأصبرها على الجوع.
(مشويين على ثُمَامَتين) الثمامة بضم المثلثة وتخفيف الميمين، جمعها ثمام: نبت عوده دقيق ضعيف قصير لا يطول، قال الشاعر:
ولو أن ما أبقيت مني معلق ... بعود ثمام ما [تأود عودها](٢)
وفي حديث عمر: اغزوا والغزو حلو خضر قبل أن يصير ثمامًا ثم رُمامًا ثم حُطامًا (٣). والثمام تقدم، والرمام البالي الرميم، والحطام المتكسر المتفتت، والمعنى: اغزوا وأنتم تنصرون وتوفرون غنائمكم قبل أن يهن ويضعف ويصير كالثمام.
فيحتمل أن يراد بالحديث: مشويين على طبقين من ثمامة أو على حزمتين من ثمام. والثمام: الجليل المذكور في حديث بلال:
وحولي إذخر وجليل (٤)
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات الإلهية" (ص ٢٦٨) عن أنس بنحوه. (٢) زيادة ليست في جميع الأصول، ذكرتها ليتم البيت. (٣) أخرجه عبد الرزاق ٥/ ٢٨٢ (٩٦٢١) بنحوه. (٤) رواه البخاري (١٨٨٩، ٣٩٢٦).