[٣٥٣٢](حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا هشام بن عروة) ابن الزبير (عن) أبيه (عروة) بن الزبير (عن عائشة -رضي الله عنها- أن هندًا) بنت عتبة ابن ربيعة امرأة أبي سفيان (أم معاوية) أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها (جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أبا سفيان رجل شحيح) أي بخيل.
قال القرطبي: لم ترِد أنه شحيح مطلقًا، فتذمه بذلك؛ وإنما وصفت حاله معها، فإنه كان يقتر عليها، وعلى أولادها، كما قالت:"لا يعطيني وبني ما يكفيني"(١) وهذا لا يدل على البخل مطلقًا، فقد يفعل الإنسان هذا مع أهل بيته (٢)؛ لأنه يرى غيرهم أحوج وأولى، ليعطي غيرهم. وعلى هذا: لا يجوز أن يستدل بهذا الحديث على أن أبا سفيان كان بخيلًا، فإنه لم يكن معروفًا بهذا (٣). فيه دليل على جواز سماع [الأجنبية](٤) عند الإفتاء والحكم وما في معناه.
ومنها جواز ذكر الإنسان في غيبته بما يكرهه إذا كان للاستفتاء والشكوى ونحوهما، ويكون هذا مما استثني من الغيبة (٥) (وإنه لا
= (٢٦٣٩). وصححه الألباني في "الإرواء" (١٥٤٤). (١) رواه البخاري (٥٣٦٤)، ومسلم (١٧١٤) من حديث عائشة. (٢) في (ر): بيتي. (٣) "المفهم" ٥/ ١٥٩ - ١٦٠. (٤) في النسخ: الآدمية. والمثبت من "شرح النووي على مسلم". (٥) انظر: "شرح مسلم" للنووي ١٢/ ٧.