(قال: فجعل الرجل يتصدى) بألف ساكنة دون همز أي: يقبل بوجهه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتعرَّضُ (لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ويميل إليه، يقال: تصدى فلان لفلان يتصدى إذا [تعرَّض له](١) وهو ما استقبلك وصار قبالتك، قال الله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦)} (٢)(ليأمره بقتله) أو يشير إليه (وجعل يَهَابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتلَه) بين يديه بغير إذنه ولا إشارته، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهابًا عند كل من ينظره.
وفي حديث سعد بن أبي وقاص في فتح مكة أنه فعل ذلك ثلاثًا وأبى أن (٣) يبايعه (فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه) أي: أن الرجل الناذر (لا يصنع شيئًا) مما نذره (بايعه) كما بايع غيره (فقال الرجل: يا رسول الله نذري؟ ) الذي نذرته (٤) بقتله أي: ما حكمه؟ (فقال: إني [لم أمسك])(٥) بضم الهمزة (عنه) أي: عن مبايعته (منذ اليوم) بالجر أي: في هذا اليوم (إلا لتوفيَ) بالنصب بأن المقدرة (بنذرك) الذي نذرته، وفيه الإرشاد إلى وفاء النذر وأنه واجب (قال: يا رسول الله ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام بمعنى: هلا ويحتمل التشديد للتخفيض (أومضتَ إليَّ؟ ) الإيماض: الرمز بالعين والإيماء بها، وفي رواية للبيهقي والحاكم من حديث سعد يوم فتح مكة وفيه: بايعه ثم قال لأصحابه: "أما كان فيكم
(١) سقط من (ر). (٢) عبس: ٦. (٣) سقط من (ر). (٤) في (ر): نذره. (٥) في (ر): لامسك.