ما تبالي بمصيبتي، وهو سوء أدب منها يتأذى به الإنسان، عذرها واحتملها، (فأتته، فلم تجد على بابه بوابين) لأن ذلك كان عادته لتواضعه -صلى الله عليه وسلم- ومجانبته أحوال المترفين والمتكبرين؛ لأنه كان نبيًّا عبدًا ولم يكن نبيًّا ملكًا (فقالت: يا رسول الله، لم أعرفك) فيه الاعتذار لمن وقع منه سوء أدب، (فقال: إنما الصبرُ) الكامل الشاق على النفس الذي يعظم فيه الثواب عليه (عند الصدمة (١) الأولى) أصل الصدمة: الضرب في شيء صلب، ثم استعمل مجازًا في كل مكروه حصل بغتة (أو) قال (عند أول صدمة) أي: عند هجوم المصيبة وحرارتها؛ فإنه يدل على قوة النفس وتثبتها، وأما [بعد أن بردت](٢) حرارة المصيبة (٣) فكل أحد يصبر إذ ذاك كما تقدم في كلام المجوسي (٤) لابن المبارك (٥).
(١) في (ر): الصدم. (٢) سقط من (ر). (٣) في الأصل (الصبر). (٤) في (ر): المجوس. (٥) انظر: "المفهم" ٢/ ٥٧٩ - ٥٨٠.