رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، عَنْ حِمَى الأرَاكِ فَقالَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا حِمَى في الأَراكِ". فَقال: أَراكَةً في حِظِاري. فَقالَ النَّبِيُّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -: "لَا حِمَى فِي الأَرَاكِ". قالَ فَرَجٌ: يَعْني: بِحِظاري الأَرْضَ التي فِيها الزَّرْعُ المُحاطُ عَلَيْها (١).
٣٠٦٧ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا الفِرْيابيُّ، حَدَّثَنَا أَبانُ قالَ عُمَرَ - وَهُوَ ابن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبي حازِمٍ - قالَ: حَدَّثَني عُثْمانُ بْن أَبي حازِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ صَخْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - غَزَا ثَقِيفًا، فَلَمّا أَنْ سَمِعَ ذَلِكَ صَخْرٌ رَكِبَ فِي خَيْلٍ يُمِدّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ نَبِيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدِ انْصَرَفَ وَلَمْ يَفْتَحْ، فَجَعَلَ صَخْرٌ يَوْمَئِذٍ عَهْدَ اللهِ وَذِمَّتَهُ أَنْ لا يُفارِقَ هذا القَصْرَ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُفَارِقْهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَخْرٌ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ ثَقِيفًا قَدْ نَزَلَتْ عَلَى حُكْمِكَ يا رَسُولَ اللهِ وَأَنَا مُقْبِلٌ إِلَيْهِمْ وَهُمْ في خَيْلٍ. فَأَمَرَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالصَّلاةِ جامِعَةً فَدَعا لأحمَسَ عَشْرَ دَعَواتٍ:"اللَّهُمَّ بارِكْ لأَحْمَسَ فِي خَيْلِها وَرِجالِهَا". وَأَتاهُ القَوْمُ فَتَكَلَّمَ المُغِيرَة بْن شُعْبَةَ فَقال: يا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ صَخْرًا أَخَذَ عَمَّتي وَدَخَلَتْ فِيما دَخَلَ فِيهِ المُسْلِمُونَ. فَدَعاهُ فَقالَ:"يا صَخْرُ إِنَّ القَوْمَ إِذَا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا دِماءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ فادْفَعْ إِلَى المُغِيرَةِ عَمَّتَهُ". فَدَفَعَها إِلَيْهِ وَسَأَلَ نَبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ماءَ لِبَنِي سُلَيْمٍ قَدْ هَرَبُوا عَنِ الإِسْلامِ وَتَرَكُوا ذَلِكَ الماءَ. فَقال: يا نَبيَّ اللهِ أَنْزِلْنِيهِ أَنا وَقَوْمي. قالَ:"نَعَمْ". فَأَنْزَلَهُ وَأَسْلَمَ -يَعْني: السُّلَمِيِّينَ - فَأَتَوْا صَخْرًا فَسَأَلُوهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمُ المَاءَ فَأَبَى فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا يا نَبِيَّ اللهِ أَسْلَمْنَا وَأَتَيْنَا صَخْرًا لِيَدْفَعَ إِلَيْنَا ماءَنَا فَأَبَى عَلَيْنا. فَأَتَاهُ فَقالَ:"يا صَخْرُ إِنَّ القَوْمَ إِذا أَسْلَمُوا أَحْرَزُوا أَمْوالَهُمْ وَدِماءَهُمْ فادْفَعْ إِلَى القَوْمِ ماءَهُمْ". قال: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ. فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَغَيّر عِنْدَ ذَلِكَ حُمْرَةً حَيَاءً مِنْ أَخْذِهِ الجارِيَةَ وَأَخْذِهِ
(١) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٤/ ٤٢٠ (٢٤٧٢)، والطبراني ١/ ٢٧٨ (٨٠٨)، والضياء في "المختارة" ٤/ ٥٦ - ٥٧ (١٢٨٣). وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" (٢٦٩٥).