(يشمس) بتشديد الميم (ناسًا) أي: يعذبهم بحر الشمس الشديدة، وفي لفظ مسلم عن هشام (١): مر بالشام على ناسٍ أقيموا في الشمس وصبَّ على رؤوسهم الزيت (من القبط) هم نصارى مصر. ولمسلم: ناس من الأنباط، وهم قومٌ ينزلون بالبطائح بين العراقين، سموا بذلك لأنهم ينبطون الماء أي: يخرجونه، ولعل كان فيهم من الأنباط وفيهم من القبط (في أداء الجزية) أي: في أخذ الجزية منهم.
قال القرطبي: كأنهم امتنعوا من أداء الجزية مع التمكن فعوقبوا بذلك فأما مع تبين عجزهم فلا تحل عقوبتهم بذلك، ولا بغيره؛ لأن من عجز عن الجزية سقطت عنه (٢).
(فقال: ما هذا؟ ) إني (سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله تعالى يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) يعني: إذا عذبهم (٣) ظالمين، وهو محمول على التعذيب بغير حق، ولا يدخل فيه التعذيب بحق في الحدود والقصاص (٤).
[قال المصنف: هو هشام بن حكيم بن طريف بن حزم](٥).
(١) (٢٦١٣) (١١٧). (٢) "المفهم" ٦/ ٥٩٩. (٣) هكذا في الأصول. وفي "المفهم": عذبوهم. بواو بصيغة الجمع، وهو أحسن. (٤) في الأصل: القياس. والمثبت من "شرح مسلم" للنووي ١٦/ ١٦٧. (٥) هذِه الجملة ليست في "السنن"، ولم أقف عليها من كلام أبي داود خارج "السنن"، ولا في نسب هشام بن حكيم.