وقال قتادة عن الحسن (١): الخير ألف دينار فما فوقها (٢). ({الْوَصِيَّةُ}) هذا خبر إن الشرطية أصله: فالوصية ثم حذفت الفاء كقول الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها (٣)
وروى ابن أبي شيبة من حديث ابن أبي مليكة عن عائشة قال لها رجل: إني أريد أن أوصي؟ قالت: كم مالك؛ قال: ثلاثة آلاف. قالت: فكم عيالك؟ قال: أربعة. قالت: إن الله يقول: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} وهذا شيء يسير فدعه لعيالك (٤).
({لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}) جمع أقرب، قال قوم: الوصية للأقربين أولى من الأجانب لنص الله تعالى عليهم حتى قال الضحاك من أوصى لغير قرابته: فقد ختم عمله بمعصية (٥).
وأوصت عائشة لمولاة لها بأثاث البيت (٦).
وقال الناس حين مات أبو العالية: عجبًا له أعتقته امرأة (٧) [من بني
(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٣١٥٨٩) وابن أبي حاتم في "التفسير" ١/ ٢٩٩ ولكن عن قتادة ولم يروه عن الحسن. (٢) انظر: "فتح الباري" ٥/ ٣٦٦، "عمدة القاري" ٢١/ ٤٠ (٣) البيت لحسان بن ثابت أنشده سيبويه ونسبه إليه مستشهدا به على حذف الفاء من جواب الشرط في ضرورة الشعر. انظر: "الكتاب" لسيبويه ٣/ ٦٥. (٤) أخرجه ابن أبي شيبة برقم (٣١٥٩١). (٥) "الهداية إلى بلوغ النهاية" لمكي بن طالب ١/ ٥٧٥. (٦) "التمهيد" لابن عبد البر ١٤/ ٣٠٠. (٧) في (ل) طمس وسقط، وفي (ر): امرأته. وما أثبتناه من كتب التراجم. انظر: "تاريخ دمشق" ١٨/ ١٥٩، "الكامل" لابن عدي ٣/ ١٦٢، "طبقات ابن خياط" ١/ ٢٠٢.