(فقال: يا رسول الله والله (٢) لقد نسكت) أي: ذبحت، والنسك جمع نسيكة وهي الذبيحة، وقيل لها: نسيكة بالياء، مع أن فعيلاء بمعنى مفعول للمذكر والمؤنث كجريح؛ لأنهم أجروها مجرى النطيحة إذا قلنا أنها بمعنى منطوحة لغلبة الاسمية عليها. قال الثعلبي: أصل المنسك في كلامهم الموضع المعتاد لعمل خير أو شر (٣)(قبل أن أخرج إلى الصلاة، وعرفت) بفتح الراء (أن اليوم يوم) با لرفع (أكل وشرب) قال ابن بطال: أما يوم النحر فهو يوم أكل كما قال أبو بردة، إلا أنه لا يستحب فيه الأكل قبل الغدو إلى الصلاة، ولا ينهى عنه، ألا ترى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحسن أكله ولا عنفه عليه، وإنما أجابه عما به الحاجة إليه من سنة الذبح، وعذره في الذبح لما قصده من إطعام جيرانه منه لحاجتهم إليه، فلم يرد -عليه السلام- أن يخيب فعلته الكريمة (٤). [فتعجلت فأكلت) لفظ البخاري: فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي الصلاة](٥)(وأطعمت أهلي وجيراني) بكسر الجيم، جمع جار.
(فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تلك شاة لحم) لا ثواب فيها، بل هي لحم لك تنتفع به، قيل: هو كقولهم: خاتم فضة؛ فإن الشاة شاتان: شاة تذبح
(١) "صحيح البخاري" (٦٨٤٩، ٦٨٥٠). (٢) ساقطة من الأصول، والمثبت من مطبوع "السنن". (٣) "الكشف والبيان " ٧/ ٣٣ تفسير سورة الفتح. (٤) "شرح صحيح البخاري" لابن بطال ٢/ ٥٥٣. (٥) من (ل). وانظر "صحيح البخاري" (٩٥٥).