أسود (ويبرك في سواد) أي: في بطنه سواد (فأتي به) على هذِه الصفات، زاد مسلم: ليضحي به (١)(فضحى به) وللنسائي (٢): ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبش أقرن فحل (٣) يمشي في سواد ويأكل في سواد. وفيه دليل على فضيلة الأضحية بالأبلق الذي فيه سواد وبياض والأبيض أكثر.
قال ابن الأعرابي: القول ما فسر به الأصمعي الأملح الذي فيه سواد وبياض، كما سيأتي في تفسير الأملح (فقال: يا عائشة هلمي) بضم اللام اسم فعل بمعنى الأمر، أي: هاتي (المدينة) بضم الميم يعني: السكين، جمعها مدىً كغرفة وغرف، وبنو قشير تقول: مدية. بكسر الميم سميت بذلك؛ لأنها تقطع مدة (٤) الحياة (٥)(ثمَّ قال: اشحذيها) بوصل الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الحاء المهملة وبالذال المعجمة، وفيه رواية أخرى:"اشحثيها" بالثاء المثلثة بدل الذال، قال في "النهاية": معناهما: حديها وسنيها (٦).
والذال والثاء من مخرج واحد، أي: حددتها، والشحذ: الحد، ومنه قول الشاعر:
فيا حجر الشحذ حتى متى ... تسن الحديد ولا تقطع
ومنه الأمر بحد آلة الذبح، كما في الحديث الآخر: "وليحد أحدكم
(١) (١٩٦٧). (٢) ٧/ ٢٢٠. (٣) هكذا في (ر) وفي (ل) غير واضحة، وفي "سنن النسائي": فحيل. (٤) في (ر): منه. (٥) "المصباح المنير" ٢/ ٥٦٧. (٦) "النهاية" ٢/ ٤٤٨.