و (ذا) هي التي للإشارة فصل بينها وبين ها التنبيه باسم الله تعالى (١).
قال المازني: تقديره: لاها الله هذا يميني أو هذا قسمي.
وقال أبو زيد:(ذا) زائدة (٢).
وفي هذا الحديث دليل على أن هذِه اللفظة تكون يمينًا، قال أصحابنا: إن نوى بها اليمين كانت يمينًا وإلا فلا؛ لأنها ليست متعارفة في الأيمان (٣).
(يعمد) ضبطوه بالياء والنون مع فتح الميم فيهما، وكذا قوله بعده:(فيعطيك) بالياء والنون، وكلاهما ظاهر.
(إلى أسد من أُسْد) بسكون السين (الله يقاتل عن الله) أي: عن دين الله (وعن) شريعة (رسوله فيعطيك) بالنون والياء كما تقدم.
(سلبه) فيه أن السلب للقاتل؛ لأنه أضافه إليه، فقال: يعطيك سلبه وإن كان في يد غيره، وفيه منقبة ظاهرة لأبي قتادة بأنه سماه أسدًا يقاتل عن الله وصدقه النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفيه جواز كلام الوزير بين يدي الإمام، وفيه فضيلة ظاهرة لأبي بكر في إفتائه بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي عصره (٤) أولى بالجواز، وفي استدلاله بحضرته.
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدق) وفي تصديقه لما أفتاه بحضرته فضيلة أخرى.
(١) "معالم السنن" للخطابي ٢/ ٣٠١. (٢) انظر: "تنوير الحوالك" ١/ ٣٠٣. (٣) "شرح النووي على مسلم" ١٢/ ٦٠. (٤) أي: عصر أبي بكر.