(يا أرض) فيه نداء الأرض بما ينادى به أهل التمييز والعقل فإن كان من خصائصه كما قال للحمار المكبل: " ما اسمك؟ "، قال: يزيد بن شهاب (٤). فلا كلام. وإن قلنا بعدم التخصيص وهو الأصل، فيحتمل أن يكون الخطاب للأرض والمراد ما فيها وما عليها [فإن الأرض ليس فيها شر يستعاذ منه، وكذا قوله:(ربي وربك الله) أي: الأرض وما فيها وما عليها] (٥) مربوبين مقهورين لله (٦) لا ضر ولا نفع إلا من الله، وخالقنا واحد وقاهرنا واحد يجازي كل امرئ بما صنع من خير وشر (أعوذ بالله من شرك) أي: من شر ما يحدث في حال النزول عليك. فهو من باب تسمية الشيء باسم ما يتعلق به، وهذا كما قال أبو بكر الخطيب البغدادي في استعاذة النبي - صلى الله عليه وسلم - من شر الغاسق إذا وقب يعني القمر إذا خسف وأظلم، قال: يشبه أن يكون سبب الاستعاذة منه في حال وقبه؛ لأن أهل الفساد ينتشرون في ظلمته ويتمكنون منها مما لا [يقدرون عليه](٧) في حال الضياء، فأضاف
(١) في الأصلين: انتشار. والجادة ما أثبتناه. (٢) في (ر): وحفظة، والمثبت من (ل). (٣) "صحيح مسلم" (٢٠١٢). (٤) رواه ابن حبان في "المجروحين" ٢/ ٣٠٨، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (٢٨٨)، وابن الجوزي في "الموضوعات" ١/ ٢٩٤، وقال: هذا حديث موضوع فلعن الله واضعه فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به. (٥) ما بين المعكوفتين ساقط من (ر). (٦) في (ر): وحفظة. والمثبت من (ل). (٧) في الأصول: (يتمكنون من) والمثبت من كتاب الخطيب.