(قال رسول الله: ثنتان) أي: دعوتان (لا تُرَدَّان - أو قلما تُرَدَّان -) هذا ظاهر في أن الدعاء منه مردود ومنه مقبول عند الله فيقبل الله ما يشاء ويرد ما يشاء، كما قال تعالى:{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ}(١)، وهذِه الآية مقيدة لقوله {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(٢) وقوله تعالى: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(٣)، ويبن هذا الحديث رواية ابن خزيمة (٤): "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما يرد على داعٍ دعوته".
(الدعاء عند) حضور (النداء) ورواية ابن حبان (٥): "عند حضور الصلاة"، وفي رواية له (٦): "ساعتان لا ترد على داعٍ دعوته: حين تقام الصلاة". فيحتمل أن يراد بالنداء إقامة الصلاة كما في هذِه الرواية، لكن الظاهر أن المراد بالنداء الأذان لما روى الحاكم (٧): "إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء، فمن نزل به كرب أو شدة [فليتحين](٨) المنادي ". أي: ينتظر بدعوته حين يؤذن
(١) الأنعام: ٤١. (٢) غافر: ٦٠. (٣) البقرة: ١٨٦. (٤) لم أجده عند ابن خزيمة، وإنما هي عند ابن حبان (١٧٢٠). (٥) "صحيح ابن حبان" (١٧٢٠). (٦) "صحيح ابن حبان" (١٧٦٤). (٧) "المستدرك" ١/ ٥٤٥. وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب" (١٧٧، ١١٥١). (٨) في (ر): فليتجنب.