(ومنبله) قال المنذري (٢): هو بضم الميم وفتح النون وتشديد الباء الموحدة وكسرها، والظاهر أن الضمير في منبله عائد إلى الرامي، يقال: نبلته وأنبلته: ناولته النبل إذا رمى به العدو.
قال البغوي (٣): هو الذي يناول الرامي النبل، وهو يكون على وجهين:
أحدهما: يقوم بجنب الرامي أو خلفه فيناوله النبل واحدًا بعد واحد. والثاني: أن يرد عليه النبل المرمي به.
قال المنذري (٤): ويحتمل أن يكون المراد بقوله: منبله. أي: الذي يعطيه للمجاهد ويجهزه به من ماله إمدادًا له وتقوية، ويدل على هذا ما في رواية البيهقي (٥): سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، والذي يجهز به (٦) في سبيل الله، والذي يرمي به في سبيل الله ".
وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"كنت أنبل على عمومتي (٧) يوم الفجار"(٨).
(١) "سنن ابن ماجه" (٢٨١١). (٢) "الترغيب والترهيب" ٢/ ١٧٩. (٣) "شرح السنة" ١٠/ ٣٨٣. (٤) "الترغيب والترهيب" ٢/ ١٧٩. (٥) "شعب الإيمان" (٣٩٩٢). (٦) ساقطة من (ر). (٧) في (ل): عموتي، وفي (ر): عموم، والمثبت هو الصواب. (٨) "السيرة النبوية" لابن هشام ١/ ٣٢٦.