انكسرت. والدق: الكسر (فماتت) أي: شهيدة. لما روى مسلم (١) من رواية أبي هريرة: "من مات في سبيل الله". وهو موافق لقول الله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}(٢).
[٢٤٩١](حدثنا [القعنبي] (٣)، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب إلى) مسجد (قباء) وكان يذهب إليه في كل سبت راكبًا أو ماشيًا فيصلي فيه ركعتين (يدخل على أم حرام بنت ملحان -وكانت تحت عبادة بن الصامت- فدخل عليها يومًا) هذا معارض للرواية المتقدمة (فتزوجها عبادة بعد) فظاهر الرواية الأولى أنه إنما تزوجها بعد ذلك، وظاهر هذِه الرواية أنها كانت زوجة لعبادة حال دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها. ويجمع بينهما بأن قوله في الرواية الأولى (فتزوجها) على أنه ماضٍ بمعنى المستقبل كقوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}(٤)، ويدل عليه ما جاء في رواية الصحيح: فتزوجها بعد ذلك (٥). فهو أصرح من الأولى (فأطعمته) فيه جواز أكل الضيف عند المرأة المزوجة مما قدمته إليه إذا
(١) "صحيح مسلم" (١٩١٥). (٢) النساء: ١٠٠. (٣) في (ر): شعبة، والمثبت من المطبوع وهو الصواب؛ فإن أبا داود لم يرو في "سننه" لشعبة عن مالك. (٤) الأعراف: ٤٤. (٥) "صحيح مسلم" (١٩١٢).