(فلما غربت الشمس) وفي رواية للبخاري: فلما غابت الشمس (١). وغربت يفيد معنى أزيد من معنى غابت (قال: يا بلال اْنزل) يدل على أنه كان راكبًا (فاجدَح) قيل: أصل الفاء أن تدخل على المعلول؛ لأنها للتعقب، والمعلول يعقب العلة، وقد تدخل على العلة كما في الحديث، فإن الجدح علة للنزول، ومنه قوله تعالى:{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}(٢)، والجدح بالجيم والحاء تحريك السويق ونحوه بالماء بعود يقال له: المجدح بكسر الميم مجنح الرأس، وقال القرطبي: هو خلط اللبن بالماء، والجدح الخلط (٣). وزعم الداودي أن معنى أجدح أحلب، وغلطوه في ذلك (٤).
(قال: يا رسول الله، لو أمسيت)"لو" إما لليمين كقوله تعالى {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}(٥)، أو للشرط وجزاؤها محذوف أي: لكنت متما للصوم. (قال: انزل فاجدح لنا. قال: يا رسول الله، إن عليك نهارًا) أي: إن النهار باقٍ عليك، وإنما قال له ذلك لأنه رأى ضوء الشمس ساطعًا وإن كان حرمها غائبًا فظن أن الشمس لم تغرب، أو كان هناك غيم فلم يتحقق غروب الشمس (فقال: أنزل فاجدح لنا، فنزل فجدح) قال
(١) لم أقف على هذا اللفظ في "صحيح البخاري"، وإنما وجدته بنفس لفظ أبي داود. "صحيح البخاري" (١٩٥٥، ١٩٥٦، ٥٢٩٧). (٢) البقرة: ١٩٧. (٣) "المفهم" ٣/ ١٥٩. (٤) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض ١/ ١٤١، و"فتح البار " (٤/ ١٩٧). (٥) الشعراء: ١٠١.