رمضان وشهر رجب وشهر ربيع، وانحصرت هذِه الشهور في أن أولها راء وأما بقية الشهور فلا يذكر معها الشهر فيقول: صفر ولا نقول شهر صفر، وكذا باقيها، وهل يكره أن يقال: رمضان من غير إضافة الشهر إليه؟ فيه ثلاثة مذاهب (١): أحدها: أنه يكره، وهو مذهب مالك (٢) وجماعة لرواية البيهقي: "لا تقولوا رمضان؛ فإن رمضان اسم من أسماء الله، لكن قولوا: شهر رمضان"(٣).
والثاني: لا يكره لهذا الحديث، وحديث البيهقي ضعيف (٤).
والثالث: وهو مذهب أصحابنا (٥) وجماعة: أنه (٦) إن انضم إليه قرينة تصرفه إلى الشهر لم يكره وإلا يكره، فتقول: رمضان أفضل الأشهر، ويكره: جاء رمضان.
(وأنا) يومئذٍ (بالشام، فرأينا) هكذا رواية الترمذي (٧) ورواية مسلم: فرأيت (٨) (الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني ابن
(١) انظر: "شرح مسلم" للنووي ٧/ ١٨٧ - ١٨٨، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي ٣/ ٧٧. (٢) ذكر الباجي في "المنتقى" ٢/ ٣٥ الخلاف، ورجح الجواز. وكذا أغلب فقهاء المالكية يحكون الخلاف ويرجحون الجواز. (٣) "السنن الكبرى" ٤/ ٢٠١ (٨١٨٥) وضعفه. قال النووي في "تهذيب الأسماء" ٣/ ٧٧: والضعف بيّن عليه. (٤) وهو مذهب البخاري، والنووي. انظر: "المجموع" ٦/ ٢٤٧. (٥) انظر: "الحاوي" ٢/ ٣٩٦. (٦) زيادة من (ل). (٧) "السنن" (٦٩٣). (٨) "صحيح مسلم" (١٠٨٧).