لأن الكفار لم يكونوا مما يليهما، بل كانوا مما يلي الحجر - بكسر الحاء وإسكان الجيم - وهذا هو القول القديم، والجديد وهو الصحيح: أنه يستوعب الأطواف الثلاثة؛ لحديث ابن عمر الآتي، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - رمل (١) من الحجر إلى الحجر (٢).
(فلما رأوهم) يعني: المشركين قد (٣)(رملوا) في الطواف (قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد (٤) وهنتهم هؤلاء أجلد منا) بالجيم، أي: أقوى وأشد منا حتى أن قالوا: إن هم إلا كالغزلان.
(قال ابن عباس: ولم يأمرهم)(٥) رواية مسلم: لم يمنعه أن يأمرهم (أن يرملوا الأشواط) أي: السبعة (كلها إلا الإبقاء) بكسر الهمزة وبالموحدة والقاف [بمعنى الرفق والشفقة (عليهم) بالرفع على أنه فاعل لقوله قبله لم يأمرهم] (٦) قاله القرطبي وغيره، فعلى هذا يكون الاستثناء مفرغًا، ثم قال القرطبي: هكذا روايتنا بالرفع، ويجوز نصب (الإبقاء) على أن يكون مفعولًا لأجله ويكون فاعل (يأمرهم) ضمير عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو فاعله (٧).
ويؤخذ من الحديث جواز إظهار القوة بالعدة والسلاح والخيل وغير
(١) في (م): رحل. (٢) "المجموع" ٨/ ٤١. (٣) من (م). (٤) من (م). (٥) زاد بعدها في (م): أن يرملوا. (٦) من (م). (٧) انظر: "المفهم" ٣/ ٣٧٦، ولكنه قال في المفهم: على أنه فاعل يمنعهم.