(ثم يدخل مكة) راكبًا أو ماشيًا، وجزم الماوردي أنه يدخل مكة ماشيًا؛ لأنه أشبه بالتواضع، قال بعض الشافعية: والأولى أن يدخل حافيًا (٣) إن لم تلحقه مشقة ولا خاف نجاسة (٤) ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"حج هذا البيت سبعون نبيّا، كلهم خلعوا نعالهم بذي طوى تعظيمًا للمكان"(نهارًا) وليلًا باتفاق الأربعة.
قال مالك في "الموازية": أحب لمن جاء مكة وعلم أنه لا يدرك الطواف إلا بعد العصر أن يقيم بذي طوى حتى يمسي (٥) وقد دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهارًا لصبح رابعة مضت من ذي الحجة ودخل ليلًا عام حنين لما اعتمر من الجعرانة.
(ويذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعله) يحتمل أن يعود الضمير إلى الآخر وهو دخول مكة، وهو مقصود الترجمة، ويحتمل أن يعود إلى الجميع وهو الأظهر.
[وقال أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، عن إسماعيل](٦) وزاد: حتى يصبح ويصلي، (٧) الغداة ويغتسل (٨)، رواية البخاري: فإذا
(١) "فتح الباري" ٣/ ٤٧٥. (٢) سقط من (م). (٣) في (م): مكة حافيًا. (٤) انظر: "مغني المحتاج" ١/ ٤٨٣. (٥) انظر: "الذخيرة" ٣/ ٢٣٦. (٦) هكذا في النسخ، وغير موجود في المطبوع. (٧) زاد في (ر): نسخة: ثم يصلي. (٨) رواه أحمد ٢/ ١٤، ٤٧ عن إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر.