أصحابنا بأنَّ لفظةَ طهُور حَيث جَاءت في الشرع المراد بهَا التطهير (١). كقوله تعالى:{مَاءً طَهُورًا}(٢) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "هو الطهُور ماؤه"(٣)، فإنهم [إنما سألوه](٤) عن التطهر (٥) بماء البحر، لا عن طهَارته، وكذا في هذا الحَديث سَألوا عن الوُضوء به (لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ) أي: مَا لم يتغير كما تقدم.
(قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ) أبا رجاء البَلخي (قَالَ: سَأَلْتُ (٦) قَيَّمَ) أي: القائم بخدمة (بِئْرِ بُضَاعَةَ عَنْ عَمْقِهَا) بفتح العَين وسُكون الميم وجوز ضم العَين، وهو بعد قعرها، فقلت:(أَكْثَرُ) فيه حذف تقديره، والله أعلم: ما أكثر (مَا يَكُونُ فِيهَا) عمق (الْمَاءُ) فحذفت ما الاستفهاميَّة، كما حُذفت همزة الاستفهام في قوله تعالى:{هَذَا رَبِّي}(٧) قيل: تقديره: أهذا ربي الذي تزعمُون. قال: أكثره أن يبلغ (إِلَى العَانَةِ) وزنها في الأصل فَعَلَة (٨) بفتح العَيْن، قال الأزهري وجماعة: هي موضع منبت الشعر فوق قُبل المرأة والرجل (٩).
(قُلْتُ: فَإِذَا نَقَصَ) فيها الماء ما يكونُ أقله؟ (قَالَ: دُونَ العَوْرَةِ) يشبه
(١) في (م): المطهر. والمثبت من "المجموع" (١/ ٨٥). (٢) الفرقان: ٤٨. (٣) سيأتي تخريجه إن شاء الله. (٤) في (ص، س، ل): أسماء. وفي (ظ، م): إنما سألوا. (٥) في (ص، د، س، ل): التطهير. (٦) في (ص): سأل. تحريف. (٧) الأنعام: ٧٦. (٨) في (ص، ل): فعلى. وفي (س): فعلني. (٩) "تهذيب اللغة" (أسب).