وقرأ أبي (قل للذين كفروا قل يا أيها الكافرون)] (١) ويشبه أن يكون التقدير: قل للذين كفروا: لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، وهو معنى الآية.
(والله) بالرفع (الواحد) يدل على أن [أصل الأحد](٢) في الآية بمعنى الواحد (٣)، وأن أصل أحد وحد، فأبدلت الواو همزة، ويقع على المذكر والمؤنث، قال الله تعالى:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}(٤)، ويكون أحد مرادفًا للواحد في موضعين سماعًا، أحدهما وصف اسم الباري فيقال: الواحد وهو الأحد؛ لاختصاصه بالأحدية، فلا يشركه فيها غيره، ولهذا لا ينعت به غير الله، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد، ونحو ذلك. والموضع الثاني أسماء العدد للغلبة وكثرة الاستعمال، فيقال: أحد وعشرون، وواحد وعشرون، وفي غير هذين الموضعين يقع الفرق بينهما في الاستعمال بأن الأحد لنفي ما يذكر معه فلا يستعمل [إلا في الجحد لما فيه من العموم نحو: ما قام أحد، أو مضافًا نحو: ما قام أحد الثلاثة، والواحد اسم لمفتتح العدد يستعمل](٥) في الإثبات مضافًا وغير مضاف (٦)(الصمد) هو السيد الذي انتهى إليه السؤدد، وقيل: الذي يصمد إليه (٧) في الحوائج [أي: يقصد](٨)، ولم أجد هذِه الرواية لغير المصنف.
(١) من (ر). (٢) في (م): الواحد. (٣) في (م): الأحد. (٤) الأحزاب: ٣٢. (٥) من (ر). (٦) انظر: "المصباح المنير" [وحد]. (٧) زيادة يقتضيها السياق. (٨) من (ر).