قال الحسن في قوله تعالى:{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ}(٢) أدخل (من) للتبعيض؛ لأن (٣) كلهم ليسوا بأعداء ولم تكن (من) في (٤) قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}(٥) لأنهما لا يخلوان من الفتنة، واشتغال القلب بهما (٦). والفتنة: البلاء والاختبار؛ لأنهم يحملونهم على اكتساب الحرام، ومنع (٧) حق الله تعالى، فلا تطيعوهم (٨) بمعصية الله تعالى.
وفي الحديث "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: أكل عياله حسناته"(٩) وعن بعض السلف: العيال سوس (١٠) الطاعات (١١).
(١) الأنفال: ٢٨. (٢) التغابن: ١٤. (٣) في (ص، س، ل): لأنهم. والمثبت من (م)، و"الجامع لأحكام القرآن". (٤) سقط من (م). (٥) الأنفال: ٢٨. (٦) "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٤٣. (٧) في (ص، س): منه. (٨) في (م): تطيعوه. (٩) رواه ابن أبي الدنيا في "العيال" من قول سفيان ٢/ ٦٣٥. وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" ٤/ ٤٢: غريب مرفوعًا، وقال العراقي في "المغني" ص ٤٦٩: لم أقف له على أصل. (١٠) في (ص): تشوش. والمثبت من "الجامع لأحكام القرآن". (١١) رواه ابن أبي الدنيا في "العيال" ١/ ٢٥٠ عن أبي الزناد قال: كان يقال فذكره، وانظر "الكشاف" للزمخشري (١١٩٠)، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٤٣.