قال:(حَدَّثَنِي معاذ (٢) بْنُ عَبْدِ اللهِ بن خبيب (٣) الجهَني) وثقهُ ابن معين وأبُو دَاود (٤).
(قَال) هشَام: (دَخَلْنَا عَلَيهِ فَقَال لاِمْرَأَتِهِ: مَتَى يُصَلِّي الصَّبِيُّ؟ فَقَالتْ: كَانَ رَجُلٌ مِنَّا (٥) يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَال: إِذَا عَرَفَ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمرُوهُ بِالصَّلاةِ) وقد اختلفت عبَارَاتهم في ضَابط التمييز، فقيل: إن التمييز قوة في الدمَاغ تستنبط بهَا المعَانِي، وقيلَ: إذا عَرف الصبي مضاره مِن منافعه فمروه بالصَّلاة، ولا يقتصر عَلى الأمر بل لابد معه من التهديد بالضرب، وَقال الإسنَوي: أحسَن مَا قيل فيه أن يَصير الطفل بحَيث يَأكُلُ وَحْدَهُ، ويشرب وَحْدَهُ، ويَستنجي وَحَدهُ (٦).
وما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان في إسناده مجهول فهوَ أحسَن وأقوى حجة، ومما يُرَجِّحُه أنه إذا مَيَّزَ اليَمينَ مِنَ الشِمال كانَ ذَلك عَونًا لِتَأديبه بأن يُقَال: كُل بيمينك، اشرب بيَمينك، أمخط بشمالك، ونَحو ذَلك واللهُ أعلم.
* * *
(١) "الجرح والتعديل" ٩/ ٦٢. (٢) ساقطة من (ص). (٣) في (ص، ر، ل): حسن. والمثبت من (د، م)، و"السنن". (٤) "تهذيب الكمال" ٢٨/ ١٢٥، "تاريخ ابن معين" رواية الدارمي (٧٧٨). (٥) بياض في (د): قدر ثلاث كلمات. (٦) "كفاية الأخيار" ص: ٤٤٦.