(فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيئًا) فيه دلالة على أن قضاء الفائتة بعذر ليسَ عَلى الفَور وإنما اقتَادُوهَا كما ذكرهُ في الروَاية الأخرى: "فَإنَّ هذا منزل حضرنا (١) فيه الشيطان (٢) "(٣). وللروَاية الآتية:"تحولُوا عَنْ مكانكم (٤) الذي أصَابتكم فيه الغفلة". وقد (٥) اسْتدل به بَعض الحنَفية (٦) على أن الفَرائض لا تقضى في هذا الوَقت لهذا الحديث قال: لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما ارتحل عَن ذلك الموضع ليخرج الوَقت المنهي عنهُ (٧). وهذا تحكم بَل كما يَحتَمل مَا ذكروه يَحتمل أنه إنما ارتحل عَنهُ؛ لأنهُ منزل حَضره الشيطان (٨).
(ثُمَّ تَوَضَّأَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -) زادَ أبُو نُعيم في "المُستخرج": فتوضأ الناس (٩).
(١) في (ص، س، ل): خصها. (٢) في (ص، س، ل): للشيطان. (٣) "صحيح مسلم" (٦٨٠) (٣١٠) من طريق أبي حازم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٤) في (ص): مكانتكم. (٥) في (ص، س، ل): وهذا. (٦) في (د، م): الحنفيين. (٧) قال البدر العيني الحنفي في "شرح سنن أبي داود" ٢/ ٢٣١: قال بعضهم: إنما فعل ذلك لترتفع الشمس، فلا تكون صلاتهم في الوقت المنهي عنه. وذلك أول ما تبزغ الشمس. قالوا: والفوائت لا تقضى في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها. قلت العيني": هذا مذهب أبي حنيفة، ولكن قوله: حتى إذا ضربتهم الشمس يدل على أن الشمس قد ارتفعت كثيرًا فيكون انتقالهم لارتفاع الشمس. (٨) انظر: "المفهم" ٢/ ٣٠٨. (٩) أخرج هذه اللفظة ابن عبد البر في "التمهيد" ٦/ ٣٨٦.