بضم المهملة وتشديد المثناة تحت المكسورة (من الشام) يعني: دمشق، فإنه كان مقيمًا بها (١) حين استقدمه عثمان لشكوى معاوية -رضي اللَّه عنهم- (إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إذا أخبرك)(٢) منصوب بـ (إذا) لوجود الشرائط الثلاثة وهي: الاتصال والتصدير والاستقبال (به إلا أن يكون شرًّا)(٣) أي: إلا أن يكون في ذكره شر لي أو لك أو لأحد من المسلمين.
(قلت: إنه ليس بشر) أي: ليس فيه شر (هل كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني) فيه: تكرار المصافحة بتكرير الملاقاة، كما يتكرر السلام (وبعث إلى ذات يوم) يطلبني (ولم أكن) حاضرًا (في أهلي، فلما جئت) إلى أهلي (أخبرت أنه أرسل إلىَّ) فيه: أنه يستحب لمن كان في بيت الرجل من زوجة أو أم أو ولد وطلبه أحد فلم يجده أنه إذا جاء إليهم يخبروه بمن طلبه.
(فأتيته وهو) جالس (على سريره) فيه: اتخاذ السرير والجلوس عليه والنوم، فقد كان له -صلى اللَّه عليه وسلم- سرير ينام عليه، قوائمه من ساج، بعث به إليه أسعد بن زرارة، وكان الناس بعد موته يحملون عليه موتاهم (٤).
(فالتزمني) أي: عانقه، كما بوب عليه المصنف، وقد عانق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة، رواه الدارقطني عن عائشة (٥).
(١) بعدها في الأصول: كان. ولا وجه لتكرارها. (٢) في هامش (ل): أخَبِّرُك. وعليها: خـ. (٣) بعدها في (ل): سرًّا. وعليها: خـ، وهو ما في مطبوع "السنن". (٤) رواه حماد بن إسحاق في "تركة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" (ص ١٠٤) من رواية عائشة. (٥) في "الفوائد المنتقاة الغرائب العوالي" (٣٠)، وضعفه في "العلل" ١٤/ ٤١٥.