أن أقرب الناس من اللَّه تعالى بالطاعة من بدأ أخاه بالسلام عند ملاقاته، لأنه السابق إلى ذكر اللَّه ومذكره، كما روى البيهقي في "الشعب": عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- يرفعه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال:"إذا مر الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل، لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يردوا عليه ردّ عليه ملأ خير منهم وأطيب"(١).
قال القرطبي: الأولى بمبادرة السلام ذوو المراتب الدينية كأهل العلم والفضل؛ احترامًا لهم وتوقيرًا، بخلاف ذوي المراتب الدنيوية (٢).
* * *
(١) "شعب الإيمان" ٦/ ٤٣٢، ٤٣٣ (٨٧٨٢، ٨٧٨٣) وقد ضعفه البيهقي. ورواه أيضًا (٨٧٧٩) موقوفًا على ابن مسعود. قال الحافظ العراقي في "المغني" ١/ ٥٠٦ - ٥٠٧ (١٩٤٦): سنده صحيح. (٢) "المفهم" ٥/ ٤٨٣.