(ثم رفع رسول اللَّه يديه) للدعاء (وهو يقول: ) فيه أن من آداب الدعاء رفع اليدين فيه، وروي عن علي -رضي اللَّه عنه- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"رفع الأيدي من الاستكانة التي قال اللَّه فيها: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} "(٢)(٣).
(اللهم اجعل صلواتك ورحمتك) هو موافق لقوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}(٤) فصلوات اللَّه على عبده: عفوه ورحمته وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة، وقال الزجاج: الصلاة من اللَّه الغفران (٥).
ويؤيد هذا كثرة اقتران المغفرة بالرحمة في آيات كثيرة، كقوله:{وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}(٦). وقيل: إن الصلوات الرحمة، وكررت لما
(١) "سنن ابن ماجه" (٣٦٠٤). ورواه أيضًا البزار في "البحر الزخار" ٩/ ١٩٦ (٣٧٤٤)، والطبراني ١٨/ ٣٤٩ (٨٩٠). وضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجه" (٧٩٠). (٢) المؤمنون: ٧٦. (٣) رواه الحاكم ٢/ ٥٣٧ - ٥٣٨، والبيهقي ٢/ ٧٥ - ٧٦ من طريق إسرائيل بن حاتم، عن مقاتل بن حيان، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي. قال الذهبي معقبًا على رواية الحاكم: إسرائيل صاحب عجائب لا يعتمد عليه، وأصبغ شيعى متروك عند النسائي. وقال في "المهذب" ١/ ٥٢٤: الأصبغ متروك، وإسرائيل اتهمه ابن حبان، وهذا خبر منكر جدًّا. وقال الألباني في "الضعيفة" (٦٠٠٨): موضوع. (٤) البقرة: ١٥٧. (٥) انظر: "معاني القرآن" ١/ ٢٣١، فيه: "الصلاة من اللَّه الرحمة" بدل "الغفران". (٦) البقرة: ٢٨٦.