غريب، أو جاءوا من نسب بعيد (١)؛ لانقطاعهم عن أصولهم (قلت: [وما المغربون؟ ] (٢) قال) أولاد الزنا (الذين يشترك فيهم) أي: في وطئهم (الجن) والإنس.
قال جعفر بن محمد: إن الشيطان يجلس في ذكر ابن آدم، فإذا لم يسم اللَّه أصاب معه امرأته، وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل (٣). أي: فقد شاركه في الوطء.
وقيل: أراد مشاركة (٤) الجن في أمرهم لهم بالزنا وتحسينه لهم حتى فعلوه، فجاء أولادهم من غير رشدة، ومنه قوله تعالى:{وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}(٥)، قال أبو عثمان: مشاركة الشيطان معهم في الأولاد إباحته لهم النكاح بلا ولي، ومنه حديث عمر: قدم عليه رجل فقال له: هل من مغربة خبر؟ (٦) أي: هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد، ويقال: هو من مغربة خبر. وفي هذا الحديث دليل على وجود الجن وأنهم يتناسلون، بخلاف الملائكة.
* * *
(١) بعدها في (ل)، (م): المْغرِبُون، وعليها: خـ. (٢) ٣/ ٣٤٩. (٣) ساقطة من (م). وانظر: "معالم التنزيل" ٥/ ١٠٦. (٤) في (ل)، (م): المشاركة. والمثبت هو الأليق بالسياق. (٥) الإسراء: ٦٤. (٦) رواه مالك ٢/ ٧٣٧ من حديث عمر موقوفًا.