وروى الترمذي وصححه ابن ماجه عن ابن مسعود: نام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على حصير، فقام وقد أثر [في جنبه](٢)(٣). وحاصله أن غالب أحوال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يفرش له فراش (كل ليلة) وربما جاء ولم يجدهم فرشوه، فيرقد على الحصير.
(جمع كفيه) أي: ضم إحداهما (٤) إلى الأخرى (ثم نفث فيهما) قال أبو عبيد: يشترط في التفل شيء يسير، ولا يكون في النفث ريق. وسئلت عائشة عن نفث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه (٥).
(وقرأ فيهما) وليس في البخاري: (فيهما)(٦) بل في الترمذي (٧). ولعل فيه [تقديمًا وتأخيرًا](٨) إذا قلنا برواية: (فيهما) فإن القارئ إذا قرأ: ثم نفث. تحصلت بركة القراءة في النفث، أو تكون القراءة في
(١) "أخلاق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" ٢/ ٥٠٠ (٤٧٥). قال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" ٢/ ١١١٨ (٤٠٦١): فيه مجالد بن سعيد مختلف فيه. (٢) زيادة مثبتة من "سنن الترمذي" ليتم بها السياق. (٣) "سنن الترمذي" (٢٣٧٧)، "سنن ابن ماجه" (٤١٠٩). (٤) في (ل)، (م): أحدهما. ولعل المثبت هو الصواب. (٥) رواه الحميدي في "مسنده" ١/ ٢٧٤ (٢٣٥)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" ٢/ ٧٢٦. (٦) "صحيح البخاري" (٦٣١٩)، لكن رواه البخاري أيضًا (٥٠١٧) بنفس لفظ أبي داود. (٧) "سنن الترمذي" (٣٤٠٢). (٨) في الأصول: تقديم وتأخير.